القائمة الرئيسية

الصفحات



تتواصل الاحتجاجات في محافظة السويداء جنوب سوريا منذ نحو أشهر. وفي هذا السياق، قامت قوات نظام الرئيس بشار الأسد بإخلاء ثكنات وحواجز عسكرية في المحافظة يُظهر مقطع فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إخلاء قوات النظام لهذه المواقع، والتي تشمل حواجز في قرية الرحى شرق المحافظة وثكنات على طريق السويداء صلخد جنوب المحافظة. لم يتم الكشف حتى اللحظة عن الأسباب التي دفعت النظام لهذا الإخلاء.

تأتي هذه المظاهرات استكمالًا لحراك مستمر احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المنطقة. وقد انطلقت الاحتجاجات الأخيرة بمحافظتي درعا والسويداء، وزخمها تواصل في السويداء التي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية¹
يُعزى هذا الإخلاء إلى التهديد الذي أطلقه النظام السوري، على لسان بعض مؤيديه الصحفيين، بهجمات تحضر لها خلايا تابعة لتنظيم الدولة للهجوم على السويداء يُذكر أن تنظيم الدولة نفذ هجومًا على السويداء في يونيو/تموز 2018.

على مدى سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا، الذين يشكلون نحو 3% من السكان في السويداء، من تحييد أنفسهم عن تداعيات النزاع. ولم يحملوا إجمالًا السلاح ضد نظام الأسد، ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. ويُعزى ذلك إلى خصوصية المحافظة وتفاديهم للتورط في النزاعات الدائرة في باقي المناطق السورية¹
منذ اليوم الأول لاحتجاجات السويداء، التي تحوّلت إلى حالة عصيان مدني، انكفأت السلطات الأمنية داخل مراكزها وسحبت عناصرها من بعض النقاط والحواجز الصغيرة إلى ثكناتهم الرئيسية. كما غابت المظاهرات الأمنية بحسب صور بثها ناشطون
على سبيل المثال 
في مبنى **الهجرة والجوازات** في السويداء، يتزاحم مئات المواطنين يوميًا للحصول على جوازات سفر، وذلك بانتظار فرصة للهجرة خارج البلاد. يعاني سكان المحافظة من وضع مأساوي ومعيشي صعب، حيث يفتقرون إلى فرص العمل ويعانون من انعدام الفرص الاقتصادية

وفي هذا السياق، يظهر أشخاصٌ يستقلون سيارات فارهة، يتمتعون بلحى طويلة، ويُعتقد أنهم ينتمون إلى مفرزات الأزمة. يستغلون تدهور الوضع الأمني لممارسة أعمالٍ سوداء مشبوهة، مثل التهريب والمخدرات والخطف، ويحققون منها أرباحًا تصل إلى الملايين

محافظة السويداء تعتبر من المحافظات الفقيرة في سوريا، حيث يعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعة وعدد قليل من المشاريع التجارية والصناعية الصغيرة. مع التغير المناخي، بدأ المزارعون يتجهون نحو المدن أو يفكرون في الهجرة خارج البلاد، مما أدى إلى اعتماد الاقتصاد بشكل متزايد على الحوالات الخارجية

انهيار مستويات المعيشة في سوريا أدى إلى ضغط كبير على الأسر، حيث يصبح تأمين احتياجاتهم أمرًا صعبًا. البعض يبحث عن فرص الهجرة لإنقاذ أسرهم، فيما يعاني آخرون من البطالة وارتفاع الأسعار

من جهة أخرى، يشير الخبير الاقتصادي شمس حنا إلى أن السويداء عانت من التهميش من قبل الحكومة، حيث كان التركيز التنموي يركز على المدن الكبرى. ورغم وجود مشاريع تنموية في المحافظة، إلا أنها كانت تُسيس لتخدم صورة النظام، ولم تكن كافية لتحسين الوضع الاقتصادي في الريف

تعليقات

محتوى الصفحة