في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الوطني وبناء مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عن تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني. تتألف هذه اللجنة من سبعة أعضاء، بينهم سيدتان، وتضم شخصيات من خلفيات متنوعة في المجتمع السوري.
أعضاء اللجنة التحضيرية:
-
حسن الدغيم: باحث في الشؤون الإسلامية، شغل منصب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري المعارض.
-
يوسف الهجر: شغل منصب مدير المكتب السياسي في هيئة تحرير الشام.
-
ماهر علوش: كاتب وباحث يركز في كتاباته على الدراسات المتعلقة بالشأن السوري.
-
محمد مستت: مهندس ومختص في العلوم السياسية، حاصل على شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة حلب، بالإضافة إلى دبلوم في العلوم السياسية وماجستير في الدراسات الإسلامية.
-
مصطفى الموسى: كان يرأس مجلس الشورى في هيئة تحرير الشام في إدلب، وهو حاصل على شهادة في الصيدلة.
-
هند قبوات: ناشطة في مجال المجتمع المدني، تعمل كرئيسة منظمة "تستقل" النسوية المتخصصة في التعليم وبناء السلام.
-
هدى الأتاسي: مهندسة معمارية وناشطة في مجال العمل الإنساني، تشغل منصب المديرة الإقليمية لهيئة الإغاثة الإنسانية الدولية.
مهام اللجنة التحضيرية:
تتمثل مهام اللجنة في تنظيم وإدارة مؤتمر الحوار الوطني، وتنسيق فعالياته، وتيسير النقاشات بين مختلف الأطياف السورية. كما ستعمل اللجنة على مساعدة المشاركين في الوصول إلى توافق حول القضايا المطروحة، وستنتهي مهامها بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر.
أهداف المؤتمر:
يهدف مؤتمر الحوار الوطني إلى مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحوكمية، ووضع أسس متينة لمستقبل سوريا بناءً على التوافق الوطني والعدالة والإصلاح والتمثيل الشامل. كما يسعى المؤتمر إلى إشراك جميع أطياف الشعب السوري من مختلف المحافظات والمكونات لضمان مشاركة حقيقية تعكس التنوع المجتمعي والسياسي.
مبادئ المشاركة:
أكدت اللجنة أن المحاصصة الطائفية والعرقية ليست لها مكان في أجندة الحوار الوطني، وأن المشاركة ستكون بناءً على الهوية الوطنية دون النظر إلى الانتماءات الدينية أو السياسية. كما أوضحت اللجنة أن المجموعات المسلحة التي لم تسلم أسلحتها لوزارة الدفاع لن تتم دعوتها للمشاركة في المؤتمر، بما في ذلك تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
التحديات والانتقادات:
واجهت اللجنة انتقادات تتعلق بتركيبتها، حيث أشار بعض المراقبين إلى أن معظم أعضائها من المسلمين السنة المرتبطين بأحمد الشرع أو هيئة تحرير الشام، مما قد لا يعكس التنوع الإثني والديني في سوريا. كما أعرب سياسيون أكراد بارزون، مثل صالح مسلم، عن مخاوفهم بشأن شمولية اللجنة، معربين عن قلقهم من أن تفضل اللجنة الحركات الإسلامية على حساب التنوع السوري.
الخطوات المستقبلية:
من المتوقع أن تقوم اللجنة بعقد اجتماعات واتصالات مع مختلف القوى والتيارات السياسية لاختيار أعضاء الحوار الوطني. كما ستنظم زيارات ميدانية للمحافظات وإعداد أوراق عمل سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة. لم يتم تحديد موعد انعقاد المؤتمر بعد، حيث سيتم ذلك بناءً على نتائج المشاورات والتحضيرات الجارية.
تأتي هذه الجهود في إطار السعي لبناء مستقبل جديد لسوريا، يقوم على الحوار والتوافق بين جميع مكونات الشعب السوري، بهدف تحقيق السلام والاستقرار في البلاد بعد سنوات من الصراع.
تعليقات
إرسال تعليق