مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق: مخرجات وتحديات
مقدمة
عُقد في العاصمة السورية دمشق، يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، مؤتمر الحوار الوطني السوري بمشاركة مئات الشخصيات من مختلف أطياف المجتمع السوري. يهدف المؤتمر إلى رسم خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والتركيز على بناء دولة ديمقراطية تعددية.
المشاركون والغائبون
شهد المؤتمر حضور نحو 600 شخصية، بما في ذلك ممثلون عن المجتمع المدني، وأكاديميون، وفنانون، وكتاب، وصحافيون، ورجال دين، وشخصيات معارضة. ومع ذلك، غابت بعض المكونات الأساسية عن المؤتمر، أبرزها "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا، التي أعربت عن تحفظها على المؤتمر ونتائجه، مؤكدةً أنها لن تكون جزءًا من تنفيذ مخرجاته.
أبرز المخرجات
خلص المؤتمر إلى عدة توصيات رئيسية، أبرزها:
-
وحدة وسيادة سوريا: التأكيد على الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية وسيادتها على كامل أراضيها، ورفض أي شكل من أشكال التقسيم أو التنازل عن أي جزء من الوطن.
-
إدانة التوغل الإسرائيلي: شجب التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، والمطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط، ورفض التصريحات الاستفزازية من القيادة الإسرائيلية.
-
حصر السلاح بيد الدولة: الدعوة إلى بناء جيش وطني احترافي، واعتبار أي تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الرسمية جماعات خارجة عن القانون.
-
إعلان دستوري مؤقت: الإسراع في إصدار إعلان دستوري مؤقت يتناسب مع متطلبات المرحلة الانتقالية، لضمان سد الفراغ الدستوري وتسريع عمل أجهزة الدولة.
-
تشكيل مجلس تشريعي مؤقت: تأسيس مجلس تشريعي مؤقت يتولى مهام السلطة التشريعية، وفق معايير الكفاءة والتمثيل العادل.
-
لجنة دستورية: تشكيل لجنة لإعداد مسودة دستور دائم يحقق التوازن بين السلطات، ويرسخ قيم العدالة والحرية والمساواة، ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات.
-
تعزيز الحريات وحقوق الإنسان: ضمان حرية الرأي والتعبير، واحترام حقوق الإنسان، ودعم دور المرأة في كافة المجالات، وحماية حقوق الطفل، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتفعيل دور الشباب في المجتمع.
-
تحقيق العدالة الانتقالية: محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وإصلاح المنظومة القضائية، وسن التشريعات اللازمة لضمان تحقيق العدالة واستعادة الحقوق.
-
إطلاق التنمية الاقتصادية: تبني سياسات اقتصادية تحفيزية تعزز النمو، وتشجع على الاستثمار، وتطوير قطاعات الزراعة والصناعة، والاستجابة لاحتياجات الشعب.
-
رفع العقوبات الدولية: الدعوة إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، والتي باتت تشكل عبئًا مباشراً على الشعب السوري، وتعيق عملية إعادة الإعمار وعودة المهجرين واللاجئين.
التحديات والملاحظات
على الرغم من أهمية المؤتمر ومخرجاته، إلا أنه واجه عدة تحديات، أبرزها:
-
غياب بعض المكونات: عدم مشاركة "الإدارة الذاتية" ومكونات كردية أخرى، مما يثير تساؤلات حول شمولية التمثيل في المؤتمر.
-
مدة المؤتمر: اقتصار المؤتمر على يوم واحد أثار انتقادات حول إمكانية مناقشة القضايا المصيرية بشكل معمق.
-
تنفيذ المخرجات: تبقى التساؤلات حول كيفية تنفيذ هذه المخرجات على أرض الواقع، وضمان التزام جميع الأطراف بها.
خاتمة
يُعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري خطوة مهمة نحو بناء مستقبل سوريا الجديد. ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه المخرجات تعاونًا جادًا من جميع الأطراف، وضمان تمثيل شامل لكافة مكونات الشعب السوري، والعمل على تنفيذ التوصيات بشكل فعّال لتحقيق الاستقرار والازدهار المنشود.
تعليقات
إرسال تعليق