السياق العام
مع بداية الثورة السورية في آذار 2011، خرج آلاف السوريين في مظاهرات سلمية مطالبة بالحرية والكرامة وإنهاء الاستبداد، مقتدين بثورات الربيع العربي. مدينة حمص كانت من أوائل المدن التي انخرطت في الحراك الشعبي، وشهدت زخماً كبيراً من التظاهرات.
ماذا حدث يوم 18 نيسان 2011؟
في مساء يوم الإثنين، 18 نيسان، وبعد تشييع عدد من الشهداء الذين سقطوا خلال مظاهرات الأيام السابقة، قرر آلاف المحتجين الاعتصام في ساحة الساعة القديمة وسط المدينة. كانت الأجواء سلمية تمامًا، ورفع المعتصمون مطالبهم الواضحة: إسقاط النظام، الإفراج عن المعتقلين، ووقف قتل المتظاهرين.
تفاصيل المجزرة
بحسب شهود عيان وناشطين، بدأت قوات الأمن والجيش السوري بمحاصرة الساحة في وقت متأخر من الليل. وفي حوالي الساعة الثالثة فجراً من يوم 19 نيسان، اقتحمت قوات الأمن الساحة وفتحت النار بشكل عشوائي على المعتصمين، مستخدمة الرصاص الحي من عدة محاور.
سقط عشرات الشهداء على الفور، وأصيب كثيرون آخرون. كما تم اعتقال المئات من المتظاهرين، بعضهم تم اختطافهم وهم جرحى.
عدد الضحايا
لا توجد إحصائية رسمية دقيقة، لكن تقديرات الناشطين تحدثت عن ما لا يقل عن 50 شهيداً، بينما ذكرت جهات أخرى أن العدد قد يتجاوز 80 شهيداً. جثث بعض الشهداء بقيت في الساحة لساعات، وتم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.
ردود الفعل
محلياً: شكلت المجزرة نقطة تحول في مدينة حمص، حيث ازداد الغضب الشعبي وتوسعت رقعة التظاهر، وتحولت حمص لاحقًا إلى ما أطلق عليه "عاصمة الثورة السورية".
دوليًا: واجه النظام السوري إدانات خجولة من بعض الدول، بينما اكتفت جهات أخرى بالدعوة إلى التهدئة. لم يكن هناك تحرك دولي جدي في ذلك الوقت.
التغطية الإعلامية
نظراً لتضييق النظام السوري على وسائل الإعلام، لم يُسمح بتغطية الأحداث بشكل مباشر، لكن مقاطع فيديو نشرها ناشطون على الإنترنت أظهرت الفظاعة، وانتشرت صور الشهداء في مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في فضح الجرائم أمام العالم.
أهمية مجزرة الساعة
تعليقات
إرسال تعليق