في الحلقة الأولى من بودكاست "مشارق" على قناة "أثير"، استضاف البرنامج أحمد الدالاتي، نائب القائد العام لحركة أحرار الشام، والذي يشغل أيضًا منصبًا قياديًا في إدارة العمليات العسكرية. في هذه المقابلة، تناول الدالاتي العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالأوضاع العسكرية والسياسية في سوريا، مقدّمًا وجهة نظر معمّقة حول مراحل الثورة السورية وتطوراتها.
1. خلفية عن حركة أحرار الشام ودورها في الثورة:
أحمد الدالاتي استعرض بدايةً الدور المركزي لحركة أحرار الشام في الثورة السورية منذ انطلاقتها، مؤكدًا أن الحركة لعبت دورًا أساسيًا في العمليات العسكرية ضد النظام السوري. تحدث عن رؤية الحركة، التي ترتكز على تحرير سوريا من قبضة النظام وبناء دولة مدنية عادلة. وأوضح أن الحركة، رغم جميع التحديات، ظلت ملتزمة بمبادئها واستقلال قرارها، بعيدًا عن الأجندات الخارجية.
2. تحرير دمشق وأحداث 8 ديسمبر:
واحدة من أبرز النقاط التي ناقشها الدالاتي كانت مسألة تحرير دمشق وما أُشيع حول أن هذا التحرير كان نتيجة مباشرة لأحداث الثامن من ديسمبر. أوضح الدالاتي أن تحرير دمشق لم يكن لحظة عفوية أو نتيجة لتاريخ معين، بل كان ثمرة تخطيط عسكري دقيق وعمليات ممنهجة استمرت لفترة طويلة. كما أشار إلى أن سقوط حلب كان تطورًا مهمًا في مسار الثورة، حيث ساهم في زعزعة صفوف النظام بشكل أسرع مما كان متوقعًا.
3. التحديات التي واجهتها الفصائل المسلحة:
أبرز الدالاتي التحديات الكبيرة التي واجهتها الفصائل المسلحة، ومن بينها حركة أحرار الشام، خلال مسار الثورة. تحدث عن الهجمات المتكررة من النظام وحلفائه، بالإضافة إلى التعقيدات السياسية والدعم الدولي المحدود للمعارضة. ورغم ذلك، شدد على أن المعنويات ظلت مرتفعة داخل صفوف الحركة، وأن التصميم على تحقيق أهداف الثورة لم يتزعزع.
4. الاستقلالية ورفض الأجندات الخارجية:
أكد الدالاتي أن قرار التحرير في سوريا كان قرارًا وطنيًا ذاتيًا بامتياز، ولم يكن مدفوعًا بأي تدخل خارجي. وأوضح أن الفصائل المسلحة، بما فيها حركة أحرار الشام، رفضت الرضوخ لأي أجندات خارجية تسعى إلى استغلال الثورة لخدمة مصالحها. كما أشار إلى أهمية الحفاظ على استقلالية القرار العسكري والسياسي للثورة.
5. دور الفصائل المسلحة بعد الثورة:
تناولت المقابلة مستقبل الفصائل المسلحة ودورها بعد انتهاء العمليات العسكرية. أشار الدالاتي إلى أن الفصائل لن يتم تفكيكها أو نزع أسلحتها بشكل عشوائي، بل ستظل جزءًا من هيكلة الدولة المستقبلية، حيث يمكن لكل فصيل أن يساهم في البناء حسب اختصاصه. وأكد أن هذا التوجه ضروري للحفاظ على مكتسبات الثورة وضمان الاستقرار في مرحلة ما بعد النظام.
6. الحالة الدولية والإقليمية:
ناقش الدالاتي أيضًا تأثير الموقف الدولي والإقليمي على مسار الثورة. تحدث عن التحديات التي نتجت عن التغيرات في المواقف الدولية، والتي أدت في بعض الأحيان إلى إضعاف المعارضة. ومع ذلك، شدد على أن الثورة السورية نجحت في إظهار صمود الشعب السوري وقدرته على المقاومة رغم قلة الدعم.
7. الرسائل الموجهة للشعب السوري:
اختتم الدالاتي حديثه برسائل موجهة إلى الشعب السوري، حيث دعا إلى الوحدة والتكاتف من أجل تحقيق أهداف الثورة. كما حث السوريين على التمسك بالأمل والعمل على بناء مستقبل أفضل لسوريا، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات.
الخلاصة:
قدمت هذه المقابلة رؤية شاملة عن تطورات الثورة السورية من منظور قيادي في حركة أحرار الشام. أظهر أحمد الدالاتي التزام الحركة بمبادئ الثورة واستقلاليتها، مع تسليط الضوء على التحديات والمعوقات التي واجهتها المعارضة. كما أكد على ضرورة العمل الجماعي من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا.
تعليقات
إرسال تعليق