القائمة الرئيسية

الصفحات

في مقابلة حصرية مع قناة الجزيرة بُثت يوم أمس، كشف "قيصر" السوري عن هويته الحقيقية لأول مرة، مُعلنًا أنه المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق. أوضح المذهان، المنحدر من مدينة درعا، دوره في توثيق جرائم التعذيب والقتل التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين بين عامي 2011 و2013، حيث قام بتصوير آلاف الجثث التي تعرضت للتعذيب الممنهج.

أشار المذهان إلى أن مهمته كانت تصوير جثث المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب في مراكز الاعتقال والسجون السورية، بما في ذلك شيوخ ونساء وأطفال اعتُقلوا على الحواجز العسكرية أو خلال المظاهرات السلمية. وأكد أن هذه الجرائم كانت تُنفذ بأوامر من أعلى هرم السلطة للتأكد من تنفيذ أوامر التعذيب والقتل، ولإظهار ولاء قادة الأجهزة الأمنية لبشار الأسد.

بعد جمع حوالي 55 ألف صورة توثق هذه الجرائم، قرر المذهان الانشقاق عن النظام وتسريب هذه الصور إلى الخارج، مستخدمًا وسائل سرية لنقلها عبر الحواجز الأمنية، مثل إخفائها في جواربه أو داخل ربطة خبز. فرّ المذهان بدايةً إلى الأردن، ثم إلى قطر، ويقيم حاليًا في فرنسا تحت ظروف أمنية مشددة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الصور كانت الأساس لقانون العقوبات الأمريكي المعروف بـ"قانون قيصر"، الذي فرض سلسلة من الإجراءات الاقتصادية ضد السلطات السورية. وفي المقابلة، دعا المذهان إلى رفع هذه العقوبات بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدًا أن الشعب السوري والحكومة الجديدة بحاجة إلى الدعم الدولي والإقليمي لإعادة بناء الدولة.

كما شدد المذهان على أهمية كشف مصير كافة المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها في المستقبل.

تعليقات

محتوى الصفحة