تسييس الإعلام في سوريا: السيطرة على الرؤية والمعلومات
تعتبر وسائل الإعلام والصحافة أدواتٍ قوية لنقل المعلومات وتشكيل وجهات النظر في المجتمعات. وفي الوقت الذي يُعترف فيه الإعلام بأنه الرابع لسلطات الدولة بجانب السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، يُلاحظ في العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا، وجود تدخل سياسي كبير في توجيه وتسييس الإعلام.
الخلفية:
يُعتبر نظام الحكم في سوريا منذ سنوات طويلة واحدًا من أكثر الأنظمة تسييسًا لوسائل الإعلام. يتمثل هذا التسييس في توجيه الإعلام والصحافة بشكل مباشر من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية. تُشرف وزارة الإعلام السورية على كافة وسائل الإعلام في البلاد، وتحدد السياسات الإعلامية، وتراقب تقارير الأخبار.
السيطرة على الصحافة:
تسيطر الدولة في سوريا كلّياً على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفاز والصحف والراديو. يتم توجيه الصحافيين وتحرير المواد الإعلامية بموجب إشراف وتوجيه من الحكومة، مما يؤدي إلى تقديم رؤية محددة ومحدودة للأحداث.
التضييق على الصحافيين:
يتعرض الصحافيون والناشطون الإعلاميون في سوريا لضغوط كبيرة من السلطات. يُعتقل العديد منهم بسبب تغطيتهم للأحداث أو تعبيرهم عن آرائهم. ويكونون عرضة للتعذيب والمعاملة القاسية أثناء الاحتجاز.
التحكم في الإنترنت:
تمتلك الحكومة السورية سيطرة قوية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. تتم مراقبة الأنشطة على الإنترنت وتحجب المواقع الإلكترونية التي تنقل معلومات غير مرغوب فيها من وجهة نظر الحكومة.
التأثير في الرأي العام:
تستخدم الحكومة الإعلام كأداة لتشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو مصالحها. تنشر وسائل الإعلام الرسمية رسائل تروج لنجاحات الحكومة وتتجاهل أو تحجب الأخبار التي تناقش القضايا السياسية أو الاجتماعية على حِدَتِها.
التدخل الخارجي:
يجب أن نشير إلى أن هناك تدخلًا خارجيًا كبيرًا في الصراع السوري، حيث تستخدم الأطراف الدولية ووسائل الإعلام لنشر رؤاهم وتحقيق مصالحهم السياسية.
في الختام، يُظهر التسييس الشديد للإعلام في سوريا كيف يمكن أن يتم استخدام الإعلام كأداة للسيطرة وتشكيل الرأي العام. هذا التحكم في الإعلام يترك تأثيرات كبيرة على حرية التعبير وحق الناس في الوصول إلى المعلومات الموضوعية والمتنوعة.
تعليقات
إرسال تعليق