في السنوات الأخيرة، سعى النظام السوري بقيادة بشار الأسد إلى تحسين صورته الدولية والترويج لفكرة أن البلاد استعادت استقرارها، وذلك من خلال استقطاب مؤثرين ومدونين على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك يوتيوبرز أجانب وسوريين. تم ذلك عبر تسهيل زياراتهم إلى سوريا، وتوفير تصاريح خاصة لهم لزيارة مواقع سياحية وأثرية، بهدف نشر محتوى يُظهر البلاد كوجهة سياحية آمنة، متجاهلين في كثير من الأحيان الواقع السياسي والإنساني المعقد.
استخدام المؤثرين الأجانب:
استقبل النظام السوري عددًا من المدونين والمؤثرين الأجانب الذين قاموا بزيارات منظمة إلى سوريا، حيث ركزوا في محتواهم على الجوانب الثقافية والتاريخية، متجنبين التطرق إلى القضايا السياسية أو الانتهاكات الحقوقية. من بين هؤلاء:
إيفا زوبك: مدونة سفر بولندية زارت سوريا عام 2019، وشاركت مقاطع فيديو تُظهر المواقع التاريخية وجمال الطبيعة دون التطرق إلى الواقع السياسي أو الإنساني.
أليكس تشاكون: مدون سفر أمريكي ركز على الجانب الثقافي والتاريخي من زيارته، متجنبًا الحديث عن معاناة الشعب السوري.
درو بينسكي: مدون أشار في محتواه إلى أن جيش الأسد "لطيف أيضًا"، مما أثار جدلاً واسعًا.
نيلز ترافر: مدون هولندي تطرق لجمال سوريا السياحي بينما أغفل الصراع القائم.
جاي ألفا: مؤثر أمريكي في مجال السفر زار سوريا وروّج لجمالها الطبيعي دون إظهار أي إشارات للانتهاكات المستمرة.
استغل النظام السوري هؤلاء المؤثرين لتلميع صورته على الساحة الدولية من خلال منحهم تأشيرات سياحية وإتاحة الوصول إلى مواقع سياحية وتراثية، راسماً صورة وردية لسوريا، ومتجاهلاً معاناة ملايين السوريين الذين يعيشون في فقر أو نزوح داخلي وخارجي. وفي الوقت الذي حصل المؤثرون على تأشيرات لزيارة سوريا والتقاط الصور في الأماكن الفاخرة، كان السوريون في المنفى ممنوعين من العودة إلى وطنهم خوفاً من الاعتقال أو الاختفاء القسري.
دور المؤثرين المحليين:
على الصعيد المحلي، لعبت شخصيات سورية دورًا في الترويج لرواية النظام. من بين هؤلاء ريم خليل، التي عُرفت بنشاطها على منصات التواصل الاجتماعي وتأييدها العلني للنظام السوري
ريم خليل هي شخصية معروفة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُعتبر من أبرز المؤثرين الذين لعبوا دورًا في تلميع صورة النظام السوري بقيادة بشار الأسد. من خلال محتواها، سعت ريم إلى تقديم صورة إيجابية عن الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، متجاهلة التحديات والانتهاكات التي يعاني منها العديد من السوريين.
الأنشطة والمحتوى:
زيارات ميدانية: قامت ريم بزيارات متكررة إلى مناطق مثل دمشق واللاذقية، حيث وثّقت عبر مقاطع الفيديو جوانب من الحياة اليومية، مركزة على الجوانب الثقافية والسياحية.
الترويج للسياحة: عملت على الترويج لسوريا كوجهة سياحية آمنة، مشجعة المغتربين والسياح على زيارة البلاد، متجاهلة التحذيرات الدولية بشأن الوضع الأمني والإنساني.
التعاون مع النظام: أشارت تقارير إلى أن ريم خليل كانت جزءًا من خطة لتلميع صورة النظام، حيث استُخدم صناع محتوى سوريون وعرب وحتى أجانب لتحقيق هذا الهدف.
الانتقادات الموجهة:
تضليل الرأي العام: وُجهت لريم اتهامات بتقديم صورة مُضللة عن الواقع في سوريا، حيث ركزت على الجوانب الإيجابية فقط، متجاهلة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام.
الترويج للنظام: اعتُبرت ريم من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تلميع صورة النظام السوري، حيث أُشير إلى أنها كانت جزءًا من خطة استخدم فيها صناع محتوى لترويج رواية النظام.
ردود الفعل:
انتقادات شعبية: تلقت ريم انتقادات واسعة من قبل ناشطين ومعارضين، حيث اعتُبرت جهودها محاولة لتبييض صورة النظام والتغطية على معاناة الشعب السوري.
دعم من النظام: بالرغم من الانتقادات، يبدو أن ريم حظيت بدعم من جهات مرتبطة بالنظام، حيث أُشير إلى أنها كانت تتلقى دعمًا ماليًا وإعلاميًا لترويج محتواها.
لعبت ريم خليل دورًا محوريًا في تلميع صورة النظام السوري عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستخدمة شهرتها للترويج لرواية النظام وتقديم صورة مُضللة عن الواقع في البلاد. هذا الدور أثار جدلاً واسعًا وانتقادات من قبل منظمات حقوقية وناشطين، حيث اعتُبر محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في سوريا.
قامت ريم بنشر محتوى يُظهر الحياة في سوريا بشكل إيجابي، متجاهلة التحديات والانتقادات الموجهة للنظام.
وقد وُجهت لها اتهامات بالمساهمة في تلميع صورة النظام والترويج للعودة إلى سوريا، مما أدى إلى وقوع بعض العائدين ضحايا للاعتقال أو التضييق الأمني.
الانتقادات والمخاطر:
تعرضت هذه الحملات لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية ونشطاء، حيث اعتُبرت محاولة لتبييض صورة النظام والتغطية على الانتهاكات المستمرة. كما أُشير إلى أن المحتوى الذي يُنتجه هؤلاء المؤثرون يفتقر إلى الموضوعية ويتجاهل معاناة الشعب السوري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الترويج لسوريا كوجهة سياحية آمنة قد يُعرّض السياح والمغتربين لمخاطر أمنية، في ظل استمرار التوترات والصراعات في بعض المناطق.
الخلاصة:
استخدم النظام السوري استراتيجية تعتمد على توظيف المؤثرين واليوتيوبرز، سواء كانوا أجانب أو محليين، لتلميع صورته والترويج لرواية الاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية.
إلا أن هذه الجهود قوبلت بانتقادات واسعة، حيث اعتُبرت محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في البلاد.
تعليقات
إرسال تعليق