القائمة الرئيسية

الصفحات

محتوى الصفحة
    خارجين عن القانون و قطعان أجنبية وطائفية و فلول نظام إنتهاكات بالجملة.

    شهد الساحل السوري، وتحديدًا في محافظتي اللاذقية وطرطوس، خلال يومي الخميس والجمعة، 6 و7 مارس 2025، أحداثًا دامية تمثلت في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام ومجموعات مسلحة موالية للنظام السابق. هذه الاشتباكات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى وقوع انتهاكات خطيرة بحق المدنيين.

    تفاصيل الانتهاكات:

    • استهداف المدنيين: خلال العمليات الأمنية، تعرض العديد من المدنيين للقتل. في مدينة بانياس بريف طرطوس، قُتلت عائلات بأكملها داخل منازلها، من بينها عائلة طبيبين وأولادهما الطلاب الجامعيين. كما نُشرت نعوات لأفراد من عائلات أخرى، بينهم مهندس مدني وصيدلانيتان ووالدتهما.

    • إعدامات ميدانية: وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إعدام أكثر من 50 مدنيًا دون محاكمة، بالإضافة إلى مقتل قرابة 125 مدنيًا على يد قوات الأمن في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة. كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إعدام 83 شخصًا من أبناء الطائفة العلوية في مدينة بانياس واللاذقية وريفهما، بما في ذلك إعدام أكثر من 60 شخصًا في قرية المختارية.

    • تدمير الممتلكات: أفادت تقارير بتعرض منازل المدنيين للهجمات والتدمير في منطقتي تلكلخ والمختارية، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الهجمات كانت بدوافع طائفية.

    ردود الفعل الرسمية:

    • اعتراف بالانتهاكات: أقرت السلطات السورية بوقوع انتهاكات خلال الأحداث في مدينة اللاذقية، ووصفتها بأنها "تجاوزات فردية" لا تمثل سياسة الدولة. وأكدت أنها تعمل على إيقاف هذه التجاوزات.

    • فرض حظر تجوال: استجابةً للتوترات المتصاعدة، فرضت إدارات الأمن العام في محافظات اللاذقية، طرطوس، وحمص حظر تجوال خلال فترات الليل للسيطرة على الوضع الأمني.

    ردود الفعل الدولية:

    • دعوات لضبط النفس: دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، معربةً عن قلقها العميق بشأن التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين.

    • مواقف دولية: أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء التدهور الحاد للوضع في سوريا، داعيةً القادة السوريين إلى بذل كل ما في وسعهم لوقف إراقة الدماء بسرعة. كما أدانت دول عربية، مثل قطر والسعودية، الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون واستهدافها للقوات الأمنية في سوريا، مؤكدةً دعمها لإجراءات الحكومة السورية لحفظ الأمن والاستقرار.

    • إجراءات ضبط الأمن:أعلنت وزارة الدفاع السورية، الجمعة، عن تطويق فلول النظام والتعامل معهم بحزم في الساحل، مؤكدةً أنها ستسلم المتورطين إلى الجهات القضائية المعنية وستستكمل تطويق الجيوب المتبقية. 

      دعت الوزارة المواطنين إلى العودة إلى مناطقهم وترك المجال لقوى الأمن لإتمام مهامها، مؤكدةً ضرورة احترام أرواح المدنيين وممتلكاتهم في جميع المناطق. 

      في كلمة متلفزة، توعد الرئيس السوري أحمد الشرع بتسليم فلول النظام الساقط الذين يصرون على الاعتداء على الشعب إلى محاكمة عادلة، محذرًا من أن أي تجاوز بحق المدنيين خلال ملاحقة فلول النظام سيقابل بحساب شديد

    الخلاصة:

    تُظهر الأحداث الأخيرة في الساحل السوري تصاعدًا خطيرًا في الانتهاكات ضد المدنيين خلال العمليات الأمنية. ورغم اعتراف السلطات بوقوع تجاوزات ووصفها بأنها فردية، إلا أن حجم وخطورة هذه الانتهاكات تستدعي تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عنها لضمان حماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل


    تعليقات