بعد تحرير مدينة حلب، وعلى الرغم من بعض التحسنات الطفيفة التي شهدتها المدينة، إلا أن الواقع الأمني والخدمي لا يزال يعاني من تحديات كبيرة تعيق عودة الحياة الطبيعية لسكانها.
الوضع الأمني:
يشهد الوضع الأمني في حلب استقرارًا نسبيًا بعد انتهاء العمليات العسكرية، إلا أن بعض المناطق لا تزال تعاني من التوترات الأمنية. الحواجز الأمنية منتشرة في مختلف أحياء المدينة، مع تكرار حوادث السرقة وارتفاع معدل الجريمة في بعض المناطق، مما يثير قلق السكان. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من الألغام غير المنفجرة التي تسببت في وقوع بعض الحوادث.
وضع الكهرباء:
تُعد مشكلة الكهرباء من أبرز الأزمات التي تواجه سكان حلب بعد التحرير. التيار الكهربائي غير مستقر، مع انقطاعات طويلة تمتد لعدة ساعات يوميًا. يعتمد السكان بشكل كبير على مولدات الكهرباء الخاصة، والتي تكلفهم مبالغ باهظة بسبب ارتفاع أسعار الوقود. ورغم وعود الجهات المختصة بإصلاح شبكة الكهرباء، إلا أن النتائج على أرض الواقع لم تكن بحجم التطلعات.
حالة المياه:
يعاني قطاع المياه في حلب من تدهور شديد، حيث لا تصل المياه إلى المنازل بشكل منتظم. يعتمد العديد من السكان على شراء المياه من الصهاريج، التي غالبًا ما تكون ذات جودة مشكوك فيها. شبكات المياه الرئيسية تعرضت لأضرار بالغة خلال سنوات الحرب، مما أدى إلى صعوبة ضخ المياه بشكل كافٍ لتلبية احتياجات السكان.
ردود فعل السكان:
أعرب سكان حلب عن استيائهم من تأخر تنفيذ الوعود بتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية. وعلى الرغم من زيارات الوفود الحكومية والمبادرات المحلية، إلا أن التنفيذ العملي كان بطيئًا للغاية مقارنة بحجم الدمار والاحتياجات الملحة.
الخلاصة:
بينما تُعد عملية تحرير حلب خطوة إيجابية نحو استعادة الاستقرار، إلا أن الواقع الخدمي والأمني يفرض تحديات كبيرة تحتاج إلى جهود مستمرة ومشاريع طويلة الأمد لإعادة بناء المدينة وتحسين جودة الحياة فيها. ومع استمرار المعاناة في قطاعات الكهرباء والمياه، يتطلع سكان حلب إلى حلول جذرية تُعيد الأمل إلى مدينتهم المنكوبة.
تعليقات
إرسال تعليق