القائمة الرئيسية

الصفحات



إرث الأسد البائد | افتتاحية السلسلة

حين يُكتب تاريخ الكوارث الكبرى التي عصفت بالشعوب، ستبقى تجربة سوريا مع آل الأسد وصمةً لا تمحوها السنون.
لم يكن بشار الأسد مجرد طاغية دموي، بل كان مشروعاً متكاملاً لصناعة أمة مكسورة:
شعبٌ مدجّن، تعليمٌ مدمّر، مجتمعٌ ملوّث بالخوف، وبلدٌ حُوِّل إلى مزرعة للجهل والدمار.

هذه السلسلة "إرث الأسد البائد" ليست مقالاً عادياً.
إنها شهادة على جريمة استمرت لعقود،
جريمة لم تبدأ بالرصاص، بل بدأت بالتجهيل والتجويع والكذب،
وانتهت بملايين المهجرين وأرضٍ أنهكها الخراب.

سنفتح ملفات مسكوتاً عنها:

  • كيف زرع الأسد الجهل في عقول السوريين؟
  • كيف دمّر الاقتصاد والهوية والتعليم؟
  • كيف حوّل اللاجئين السوريين إلى أمثلة للفقر والعجز في المنافي؟
  • كيف استُبيحت سوريا في سوق المصالح الإقليمية والدولية؟

سنتحدث بجرأة.
سنفضح الحقائق بلا أقنعة.
وسنكتب، لأن التوثيق مقاومة، ولأن الذاكرة سلاحٌ ضد الموت البطيء الذي أراده لنا آل الأسد.

إرث الأسد البائد... سجلّ مفتوح للخيانة العظمى بحق وطن اسمه سوريا.

إرث الأسد البائد

ملحمة الدمار والجهل... من تدجين العقول إلى تدمير الأوطان.

في هذه السلسلة الجريئة، نكشف فصول خيانة العصر:
كيف اغتيلت سوريا علميًا، فكريًا، وإنسانيًا تحت راية آل الأسد.

حقائق صادمة، توثيق بلا مواربة، وكلمات تكتب بمداد الذاكرة والدم.

"أن تكتب عن الألم، هو أن تمنع موت الحقيقة."

هذه ليست مجرد مقالات.
هذه شهادة حقّ، في وجه نظامٍ لا يعرف إلا الباطل.

السلسلة التي لن ينساها التاريخ...

بقلم: محمد ملهم شيخ دبس سوريا في سطور 

"زرع الجهل وخلق جاليات مشوهة في المنافي"

سياسة زرع الجهل.. صناعة أمة مكسورة

لم يكن التعليم في سوريا تحت حكم آل الأسد أداة للنهضة، بل كان وسيلة لتدجين العقول.

أفرغ النظام المدارس من محتواها العلمي وحولها إلى مراكز تلقين سياسي وأمني.

تم تحريف التاريخ، وتمجيد الأسد، وملاحقة أي فكر مستقل، حتى تحولت الجامعات السورية إلى أضحوكة أكاديمية على مستوى العالم.

نتيجة هذه السياسة:

تفشي الأمية المقنعة: شهادات بلا مهارات حقيقية.

تدمير اللغة الثانية (الإنكليزية/الفرنسية) بقرارات مدروسة لقطع صلات السوري بالعالم.

اجتثاث قيم البحث، التساؤل، والإبداع الفكري.

كل هذا انعكس بشكل مدمر لاحقًا بعد خروج السوريين إلى المنافي.

أولاً: فشل اندماج السوريين في أوروبا

عندما تدفقت موجات اللاجئين إلى أوروبا بعد 2011، كان الغرب يتوقع أن السوريين سيكونون "لاجئين مثاليين"، قادمين من بيئة حضرية، متعلمين نسبيًا.

لكن الواقع كشف عن مفاجآت صادمة:

نسب أمية مرتفعة بين اللاجئين السوريين (بعض التقديرات الألمانية تشير إلى أن 20-30% من اللاجئين السوريين يعانون من ضعف حاد في القراءة والكتابة حتى بلغتهم الأم).

(مصدر - Deutsche Welle DW)

صعوبة تعلم اللغات الأوروبية، بسبب ضعف قواعدهم التعليمية الأساسية.

انعزال اجتماعي متعمد: اللاجئ السوري يحصر نفسه ضمن تجمعات عربية/سورية مغلقة، مترددًا في الانخراط الحقيقي مع المجتمع.

ثقافة الريبة من الأنظمة: معظم القادمين نشؤوا في بيئة استبداد ومخبرين، ما جعل الثقة بالمؤسسات الأوروبية أمرًا صعبًا.

ثانياً: التحايل على أنظمة الدعم الاجتماعي

ليس سرًا أن بعض اللاجئين السوريين في أوروبا مارسوا التحايل على الأنظمة الاجتماعية مثل:

التصريح الزائف عن حالتهم الأسرية أو المادية للحصول على معونات أكبر.

العمل بالأسود مقابل الاستمرار بالحصول على دعم Jobcenter أو Sozialamt.

تزوير أوراق الزواج أو الطلاق للاستفادة من الإعانات المختلفة.

تقارير ألمانية (مثل تقرير نشرته صحيفة Die Welt) أشارت إلى أن بعض السوريين كانوا يحصلون على مخصصات رعاية أطفال وهمية لأطفال غير موجودين أصلاً.

هذا السلوك – وإن لم يكن يشمل جميع اللاجئين – إلا أنه شوه صورة السوريين في الإعلام الأوروبي، وأدى إلى تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة في بعض الدول مثل ألمانيا والنمسا.

ثالثاً: حالة السوريين في تركيا.. فشل اندماج رغم اللغة والدين المشترك

رغم أن سوريا وتركيا تجمعهما روابط ثقافية وتاريخية، إلا أن:

اللاجئ السوري في تركيا ظلّ يعتبر "ضيفاً غير مرغوب به" في نظر نسبة كبيرة من الأتراك.

الحواجز اللغوية لا تزال قائمة رغم قرب اللغتين. أغلب السوريين لم يتعلموا التركية بشكل كافٍ للاندماج الفعلي

التمييز الاجتماعي: تعرض السوريون إلى حملات كراهية وإشاعات مثل اتهامهم بسرقة فرص العمل وزيادة الجريمة

الفقر المدقع جعل شريحة واسعة من السوريين تعتمد على الأعمال الهامشية والمهن الشاقة بأجور بخسة.

عدم الاعتراف بالشهادات السورية في تركيا، مما أجبر الكثيرين على العمل بوظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم.

حسب تقرير رسمي من منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من 80% من السوريين في تركيا لا يملكون أوراق إقامة دائمة، ما يجعل اندماجهم القانوني والاقتصادي ضعيفًا للغاية

الخاتمة:

إرث الأسد البائد لم يكتف بتدمير الوطن، بل لاحق السوريين إلى منافيهم.

فأنتج لاجئين مسحوقين، منهكين فكريًا، عالقين بين جهل فرضه النظام، ومجتمعات تنتظر منهم معجزات للاندماج.

هذه الحقائق المؤلمة ليست قدراً مكتوباً، لكنها دروس يجب أن يواجهها السوريون بشجاعة إذا أرادوا التحرر الحقيقي من ماضيهم الكارثي.

تعليقات

محتوى الصفحة