ولد وسيم عام 1980 كابن لإحدى زوجات ثلاث اقترن بهن والده بديع الأسد، الرجل الذي كان قليل الأهمية في العائلة، وخلّف أكثر من دزينة من الأولاد الذين تركهم لمصائرهم المتباينة. وقد حظي مؤخراً بصورة عائلية نادرة مع بشار الأسد وزوجتيهما في قصر الشعب بدمشق. في حين يبدو وسيم اليوم أقرب إلى نمط الأخ البكر، غياث الذي كان دائم التنقل بين المحافظات لرعاية أعمال التهريب، حتى قضى في حادث سير قبل أن يتجاوز السابعة والعشرين.
لا يبدو أن وسيم، الذي نشأ في أسرة مفككة، يهتم بإخوته أو بأقاربه المباشرين. بل لقد اختار البعد عنهم والسكن في دمشق وطرطوس. ما يعنيه هو استثمار الكنية المهيبة بأكثر مما تسمح به درجة القرابة الفعلية، وشق الطريق إلى السلالة الحاكمة الممتدة من حافظ إلى بشار، اللذين جمع بينهما في اسم طفله الوحيد «بشار حافظ». حتى فُتحت له طاقة الرزق الوفير حين دعمه ماهر، راعي الأعمال، منذ سنوات قليلة.
فعل وسيم كل ما في وسعه لإثبات الولاء والفعالية خلال «الأزمة» التي كانت فرصة مواتية. نظّم مسيرات بالسيارات على أوتوستراد المزة؛ نصب خيام تأييد قدّم فيها الطعام في ضاحية قدسيا؛ أسس مجموعة «شمس» للأغنية «الوطنية» ودعم فنانين موالين. وحين آن القتال لبس البدلة وقاد مجموعة تشبيحية صغيرة. ورغم أنها كانت قليلة التأثير إلا أنها التقطت صوراً كثيرة في ريف دمشق والقلمون، حيث يظهر وسيم وهو يطلق النار على أعداء غير مرئيين. قبل أن ينضم إلى الفيلق الخامس اقتحام ويتقرب من مؤسسيه الروس لمدة قصيرة. ثم يترك السلاح أخيراً، بعد أن «حُرّرت» الأرض وشارف «الوطن» على التعافي، ويتفرغ للأعمال.
من جهته يقدّم وسيم نفسه اليوم على أنه صاحب شركة «أسد الساحل» للاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي والنقل. في حين يصرّ أعداؤه أن الشركة مجرد غطاء لتجارة المخدرات والكبتاغون، مستدلين بصور جمعته مع نوح زعيتر، المتهم الأشهر بهذا الملف في لبنان، في أثناء زيارة قام بها الأخير إلى سوريا قبل ثلاثة أعوام.
تعليقات
إرسال تعليق