عرفت افريقيا منذ القدم بانها قارة الانقلابات
حتى اصبحت هذه الظاهرة معتادة و شبه روتينة ... في بلدان تعيش انفلات امني و قانوني مكرس ثقافيا لشعوب لا تعترف أصلا بالقانون الدولي اللذي حرمها حتى من كوب ماء او رغيف يسدون به جوعهم .
و قد كانت هذه الحركات لا تأخذ من نصيبها الاعلامي الى بضع سويعات او في احسن الاحوال يوم واحد .
إذا ما اللذي يختلف عنه انقلاب النيجر عن الباقي ، حتى يتربع على عرش الاهمية السياسية و الاعلامية و حتى العسكرية على المستوى الدولي لدرجة أن الأحداث هناك اصبحت قضية راي عام عالمية انشغلت بها اغلب الدوائر النافذة ، ولا تخلوا نشرات الاخبار كبرى القنوات الرائدة من هذا الشأن.
لماذا اصبحت النيجر بين ليلة و ضحاها تلك الدولة الاكثر اهمية في العالم بعدما كانت الى وقت قريب مجهولة و منسية و 90 % من بقية السكان الارض ،لا يفرقون بينها و بين ( نيجيريا ) و لا حتى يعرف موقعها بالخريطة ؟
ببساطة لانها البلد الاكثر( نهبا) لثراوتها من قبل الغرب في صمت مطبق من المجتمع الدولي الغاض البصر عن هذه الجرائم الانسانية طوال العقود الماضية ،
واي ثروات ؟؟؟
ليس بالذهب و لا الغاز او حتى البيترول و لا الالماس اللذي كان يسيل لعابهم !!!
بل اليورانيوم شديد النقاوة اللذي لن يكلف استخدامه مايكلفه (يورانيوم ) مستخرج من مكان آخر
هذه المادة اللتي تغذي اغلب (المفاعلات النووية ) المولدة للطاقة باوروبا و تضيئ خاصة سماء عاصمة الانوار باريس و من المفارقات العجيبة هي نفسها من تركت عاصمة الظلام النيجير (نيامي ) تعيش في سواد دامس و فقر مدقع ..
النيجر لم تكن مجرد سلة ثروات بل كانت مركز عبور لشحنات الاسلحة و طريق السم الابيض ( الحشيش المغربي و الكوكايين اللاتيني ) نحو الجزائر و اوروبا و دول الخليج ككل و اللذي كانت عناصر ( الموساد و CIA ,MI6 و غيرهم ) تؤمن قوافله
كما انها كانت الحضيرة الخلفية اللتي يتم فيها انزال جحافل الجماعات الارهابية .
هنا تكمن الاهمية الاستراتيجية لهذا البلد المستعمر للغرب اللذي كان مجرد قاعدة في ممر عالمي (الساحل ) يعتبر الأغنى بثرواته الطبيعية من جهة . منه محاصرة بلدان الممناعة اللتي ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني في صورة الجزائر ، ليبيا و مالي السودان من جهة ثانية وقطع الطريق نحو تمدد الإقتصادي للتنين الصيني و زيادة النفوذ العسكري الروسي من جهة ثالثة و فقدان الغرب لهذا المحور بقدر ما يمثل خسارة مادية فادحة لمشاريعهم الاستعمارية الكلاسيكية بقدر ما يمثل ضربة معنوية لبسط سيطرتهم على المنطقة و التي يخشون ان تنتقل عدواها لدول جنوب القارة ذات النفوذ البريطاني صوبا الى امريكا اللاتينية و جنوب شرق أسيا الواقع تحت هيمنة العبودية الامريكية.
تعليقات
إرسال تعليق